حصيلة الدورة الأولى:
انتهت الدورة الأولى وهنا اشير الى ملاحظة هامة فلقد درسنا في مادة الاجتماعيات أربعة دروس فقط من أصل تسعة مقررة في هذه الدورة. وهذا خطا كبير تتحمله أستاذة مادة الاجتماعيات والتي يتوجب الإشادة بمجهودها الذي بدلته معنا، الا ان هذا الذنب لا يغتفر، سوء تخطيط منها سيجعلنا نسابق الزمن في الدورة الثانية لحفظ الدروس المقررة لهذه الدورة وتتمتها ومراجعة دروس الدورة الأولى إضافة الى الموازنة بين المواد الأدبية والمواد العلمية (مسالة الموازنة سأتطرق لها في قادم الاسطر). سحقا لو أنهينا دروس الدورة الأولى في موعدها لما وقعنا في مثل هذه المشاكل (كانت الأستاذة في محاولة منها لتدارك التأخر تحاول زيادة ساعات غير رسمية لنا وكم امقت الساعات الاضافية) لذلك اضغطوا على أساتذة مواد الجهوي لينهوا الدروس في وقتها المحدد واتذكر الان ان الأستاذة مازالت تشرح أحد الدروس الأخيرة في الأسبوع الأخير قبل الجهوي. لم احضر هذه الحصة فلقد طفح الكيل من سوء إدارة الأستاذة للوقت وهنا تحضرني نصيحة اخرى هامة لا تعتقد ان الاجتماعيات تكفيها المراجعة والفهم فقط فهي مادة للحفظ بامتياز. فكم من صديق اعرفه حصل على 19 يخبرني بانه كان حافظا للموضوع المقالي فهو يكفيه فهمه لنص الموضوع وملا ورقتين على الأقل انطلاقا مما حفظه وبشكل مريح جدا. بخصوص أستاذ التربية الإسلامية فقد اتم الدروس في وقتها وهذه نقطة تحسب له، لكنه ألف كتابا خاصا بمادته لمستوانا الحالي وأقنعنا بانه أفضل من الكتب المدرسية وسنعتمد عليه طول السنة،. هذا الكتاب يحمل في طياته أشياء مخالفة للكتب المدرسية. فمثلا إذا ما خضنا في كتابه فستجد اقوالا وتعاريف للقرضاوي، من الغريب ان تستشهد بها في الامتحان الجهوي. لكن لحسن الحظ اتى الامتحان الجهوي سهلا للغاية في هذه المادة ولم يتضمن أسئلة قد تسبب مشاكل بفعل التفاوت بين الكتب المدرسية ومؤلفه. خلاصة القول لو تضمن الامتحان أسئلة شائكة لكانت النتائج مغايرة، لذلك تبقى الأطر المرجعية والكتب المدرسية اهم مرجع للتلاميذ. بخصوص اللغة الفرنسية فبالرغم من ان استاذي يبالغ في بعض الأحيان بالحكي والتحاور معنا حول الاحداث الجارية او الاحداث التي مرت في حياته وكثرة طباعة الأوراق والوثائق الا انه كان خير ربان لسفينة العلوم الرياضية، وخير دليل هو الامتحان الجهوي الذي اختبرنا فيه. لقد كان يطمئنا دائما بان ذلك الامتحان ما هو الا لعب أطفال وبالفعل كان الامتحان من أسهل ما يكون، أسئلة مباشرة سهلة للغاية (سواء درست الروايات ام لم تدرسها فستجيب عليها) امتحان لو كنت اعلم بانه سيطرح بتلك الصيغة لن ادخل حصص الفرنسية طوال العام. ذلك الاستاذ كان الداعم الوحيد لي من بين جميع الأساتذة الذين درسوني في السنة الفارطة، فلقد كان يمدحني لدرجة انه في أحد الأيام بينما كان يتحدث عن نجيب محفوظ وتحفه الأدبية الرائعة أشار لي وقال للتلاميذ: انه يملك أسلوب نجيب محفوظ. ان ما قاله مجرد اطراء ومجاملة لي لا اقل ولا أكثر، لاكن لا أنكر انه امتلكتني آنذاك نشوة غريبة زادت من حبي للفرنسية وخفضت كثيرا من معدل انجازي لتمارين الرياضيات. عندما ادخل الى قسمه تعلوني بشاشة النجاح، وتدب في نشوة الارتياح أتمنى له كل التوفيق وبالخصوص النجاح في الحصول على » لا غريما » التي طالما حلم بها! حافظت على حظوظي في ولوج الأقسام التحضيرية بحصولي على معدل فاق 16 في هذه الدورة وبانتظار ما سأفعله في الدورة الثانية في الامتحان الجهوي.
مواصفات الأول على قسم العلوم الرياضية
هناك تلميذان تميزا خلال العام، أحدهما قد توج كأول لقسمنا في الدورة الأولى والدورة الثانية وكاد يعلنا مدوية في الامتحان الجهوي لولا تدخل الثاني للحد من جشعه. ومن خلال تتبعي لهما وجدت فيهما خصالا مميزة تجعل منهما أوائل ألخصها في الفقرة التالية (اضفت بعض الصفات الغير متوفرة بهما): ان تكون الأول على العلوم الرياضية فهذا يعني أنك عاشق ومولع بالرياضيات والفيزياء، تنجز العشرات من التمارين والسلاسل المتنوعة، بل وتحاول الإجابة على تمارين معمقة والبرهنة على الخاصيات. مستواك في تطور مستمر، الذكاء لن ينفك كثيرا بقدر ما سينفعك المجهود الذي ستبذله تطلع على الدرس قبل ان يشرع الأستاذ في شرحه في القسم (مراجعة قبلية)، اسئلتك لأستاذك تكون ذكية ومركزة. لا تكثر من طرح الأسئلة ولا تهدف من خلالها الى استعراض عضلاتك المعرفية امام زملائك او افحام الأستاذ (هذه الأفعال لن تجلب لك الا المشاكل)، تتريث قليلا عند محاولتك طرح سؤال فربما قد تمتلك الإجابة عنه لاكن غاب عنك التركيز في تلك اللحظات. مستواك جيد باللغات، علاقتك لا باس بها مع التلاميذ او الأساتذة، تعتمد على التعلم الذاتي بشكل كبير وترسم طريقك بنفسك نحو الهدف الذي تريد، تخطيطك مميز، لا تعتمد على الأستاذ اعتمادا مطلقا في فهم الدروس، واهم شيء هو ان تدخل الشعبة وانت عازم على اكمالها، وان لا تفكر في طرح سؤال هل اغير الشعبة، هذه الفكرة استوحيتها من رد أستاذ على تلاميذ بخصوص موضوع تغيير شعبة العلوم الرياضية. فلقد سألوه عن الخيار الأفضل بين تغيير الشعبة او الاستمرار فيها. بدون ان يسألهم عن قدراتهم او معدلاتهم او حتى المواد المحببة لهم فقد اجابهم بجواب واضح كوضوح الشمس في رائعة النهار، غيروا الشعبة!! طلبوا منه توضيحات أكثر فأجابهم إجابة نالت اعجابي وبشدة، بما انكم طرحتم هذا السؤال فالأفضل لكم هو تغيير الشعبة. ولكي تكون مكتملا من جميع النواحي يجب ان تبتعد عن الموضة وتواظب على أداء الصلوات ناهيك عن الاتصاف بمكارم الاخلاق ولا ينقص ما ذكرته الا توفيق من الله عز وجل وها انت ذا الأول على العلوم الرياضية.
بقلم التلميذ محمد بن حدو
ثانوية محمد السادس بمارتيل جهة طنجة تطوان
الصورة : ذ. رشيد جنكل