توفي اليوم، الموافق ل 28 فبراير 2020 أحد أعظم علماء الرياضيات والفيزياء في عصرنا الحالي فريمان دايسون عن عمر ناهز 96 سنة، لقد كان كبيرا بكل ماتحمله الكلمة من معنى، اعماله رهيبة وكثيرة لاحصر لها في الرياضيات والفيزياء، اما في مجال الرياضيات فقد عمل في الطبولوجيا و التحليل الرياضي ونظرية الأعداد والمصفوفات العشوائية وفي مجال الفيزياء عمل على ميكانيكا الكم وفيزياء الحالة الصلبة وعلم الفلك والهندسة النووية… وقد حاز فريمان دايسون على كم هائل من الجوائز المرموقة جداااا، لقد فقدت اليوم البشرية أحد ألمع العلماء لهذا العصر، فهناك نوعان من العباقرة : العباقرة العاديون الذين يقومون بأشياء عظيمة ثم يتركون لك مجالا للإعتقاد بانه يمكن ان تفعل الشيء نفسه إذا كنت تعمل بجهد كاف، وهناك العباقرة السحرة الذين لا يمكن ان تعرف كيف يفعلون ذلك.
وللاشارة وُلد دايسون في كراثورن ببيركشاير عام 1923، وحصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة كامبريدج، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، حيث درس لنيل الدكتوراه مع هانز بيته طالباً للدراسات العليا في جامعة كورنيل.ومع ذلك، لم يكمل شهادته واستطاع أن يصبح أحد أشهر علماء الفيزياء في العالم على الرغم من عدم حصوله على درجة الدكتوراه، وحصل على عدد من الجوائز والأوسمة.
ركز عمل دايسون المبكر على الديناميكا الكهربائية الكمومية، كما طبق الرياضيات في دراسة المفاعلات النووية، فيزياء الحالة الصلبة، المغناطيسية الحديدية، الفيزياء الفلكية والبيولوجيا، وهو مؤلف لعدة كتب شعبية عن الفيزياء.
في عام 2006، نشر دايسون «The Scientist as Rebel» (العالم متمرد) الذي أصدره مشروع (كلمة) للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، حيث تساءل عن علم الاحترار العالمي، ما وضعه في توافق مع الإجماع العلمي.
يضم الكتاب مجموعة من مقالات نشر المؤلف معظمها في مجلة نيويورك ريفيو أوف بوكس، تناولت القضايا المرتبطة بالعلم والتكنولوجيا من خلال علاقة العلم بالدين ومشكلات الحرب والسلام وتاريخ العلم، إضافة إلى تأملات شخصية وفلسفية.
وأوضح فريمان في مقدمة كتابه أنه خصص 3 فصول لأستاذه ريتشارد فاينمان عالم الفيزياء صاحب الروح المتمردة، الذي اجتمعت فيه صفات التفاني في العلم بجانب الروح المرحة، وحب المغامرة. وترجم الكتاب إلى اللغة العربية الدكتور محمد علي أحمد أستاذ ورئيس قسم أمراض النباتات في كلية الزراعة بجامعة عين شمس المصرية.
لدايسون عدة مفاهيم سميت باسمه، بما في ذلك «شجرة دايسون»، وهي نبات افتراضي معدّل وراثياً يعيش داخل المذنب. كما قام بتعميم فكرة بنية اصطناعية ضخمة يمكن بناؤها حول نجمة من خلال حضارة متقدمة تُعرف الآن باسم «كرة دايسون». وفي عام 2000، فاز دايسون بجائزة تيمبلتون عن كتاباته عن تقاطع العلم والدين
المصدر : وكالات