استيقظت هذا الصباح بعد أن نمت متأخراً ، كانت الغرفة غارقة في ظلام دامس ، نزعت عني الإزار الأبيض بلون الكفن ، ووقفت منتصبا كجندي تلقى الأوامر من قائده ، كانت الغرفة غارقة في الظلام ، فتحت النافذة فتسللت أشعة الشمس إلى الداخل كي تبدد ظلام الغرفة ورائحة النوم التي لا أشمها ، لكن أمي تشمها ما إن دخلت إلى الغرفة .. فالإنسان هكذا لا يشم رائحته ولا ينظر إلى عيوبه ولكن الآخرين يشمونها وينظرون إليها ، فليست وجوهنا وأصواتنا وملابسنا ، فقط ما تميزنا بل الرائحة والعيوب أيضاً ، غسلت وجهي وتوضأت ونظفت أسناني و أنا أنظر إلى المرآة ببرودة ، وبدا لي وجهي شاحبا ومتعبا ، حتى شعري بدا مشعتا .. صعدت إلى الأعلى بعد أن صليت ركعتين ،وجلست بجانب أمي التي كانت تشاهد التلفاز ، تناولت فطوري تبادلنا الحديث هنا وهناك تارةً تحكي لي عن صديقاتها ، و تارةً عن طفولتها ..
ما إن وددت بالخروج حتى مدت لي والدتي بعض النقود ، هكذا أيها الصديق ، إنه لأمر محرج أن تأخد من أبويك مصروفك اليومي ، ثمن الحلاقة ، الحمام ، القهوة ، الملابس .. طوال السنة في حين كان أولى بك أن تكون أنت من يجب أن يعطى .. !! لكن هذا حال شاب بدون منحة دراسية ، يرغب أن يكمل دراسته وأن يصنع المجد يوماً في هذا البلد السعيد .. !! هبطت الدرج وخرجت من المنزل أجر خطاي في اتجاه لا مكان ، كسلحفاة تتفقد المنطقة من الأشرار ، فقط خرجت و ابتعدت .
بقلم الطالب : عبد الرحيم اولعبيد