samedi , décembre 21 2024
Breaking News
Home / Actualités et News / الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري chtoukaphysique
الاحتباس الحراري

chtoukaphysique

الاحتباس الحراري 

أبدأ بتقديم الظاهرة بالحديث عن تجارب بسيطة قمت بها رفقة زملائي أيام الدراسة والجد تحت إشراف أستاذ متخصص في استخدامات الطاقة الشمسية وقد كان الأستاذ ملهما ودفعنا بإمكانياتنا المتواضعة الى التجريب والاستنتاج .فصنع زميلي صندوقا خشبيا طلاه من الداخل بالأسود ووضع بداخله قنينة زجاجية مملوءة بالماء وغطى الصندوق بطبقة من الزجاج وكان تصميم الصندوق يسمح بإضافة طبقة ثانية من الزجاج وربما طبقة ثالثة وبعد انتظار لمدة ساعتين تقريبا تحت أشعة الشمس بسطح المنزل كان اندهاشنا كبيرا عندما وجدنا درجة حرارة الماء وقد وصلت °70 سيلزية بعد ظهيرة يوم من أيام شهر أبريل سنة 1984 وزاد اندهاشنا بارتفاع درجة الحرارة إلى أكبر من ذلك بعد إضافة لوح زجاجي ثان: إنها ظاهرة الاحتباس الحراري .فالأشعة الضوئية الآتية إلينا من الشمس تخترق الزجاج وتمتصها الأجسام وترتفع درجة حرارتها وتصبح هذه الأجسام بدورها مشعة للطاقة الحرارية على شكل أمواج تحت الحمراء(infra- rouge) إلا أن الزجاج يمنع هذه الموجات من النفاذ خارج الوعاء وهكذا ترفع درجة الحرارة داخل الصندوق .(وهذا أيضاً ما يفسر ارتفاع درجة الحرارة داخل السيارات المغلقة النوافذ ) .
إن كوكب الأرض يعاني اليوم من هذه الظاهرة بشكل مخيف فقد لوحظ ارتفاع محسوس في درجة الحرارة بسبب مايسمى الغازات الدفيئة و كل الدلائل والدراسات البيئية تشير إلى أننا مقبلون على حقبة مخيفة وتغير مناخي سمته الأساسية ارتفاع درجة حرارة الأرض لدرجة قد تصبح الكرة الأرضية أشبه ما تكون ببيت زجاجي كبير .
(إنها ظاهرة طبيعية ولولا حدوثها لبقيت درجة حرارة الأرض 18 درجة تحت الصفر وستستحيل الحياة.)
لكن يبدو أن الاتجاه نحو هذه التغيرات يجري بمعدل أسرع مما كانت تتنبأ به المعطيات المناخية المعروفة ، اذ تشير تقديرات علمية حديثة إلى أن درجات الحرارة في أجزاء مختلفة من الكرة الأرضية سترتفع بمقدار ضعف ما كانت تتوقعه الدراسات المناخية .
إذاً فالمشكلة قد بدأت فعلاً حيث يرى المدافعون عن البيئة أن ما تشهده بعض البلدان من فيضانات في الوقت الحاضر ما هو إلا النذير المبكر لتأثير التغيرات المناخية المتوقعة والمتعلقة بالانحباس الحراري .
ترى ماهو سبب هذه التغيرات ؟ ومن هو المسؤول عنها ؟؟
بلا شك أن التلوث الناشيء من انبعاث العديد من الغازات والناتجة من احتراق الغاز الطبيعي والنفط والفحم ( الوقود الحفري ) هو سبب هذه الظاهرة .
وتشير أصابع الاتهام إلى غاز ثاني أكسيد الكربون بالذات وتحمله الجزء الأكبر من هذه المشكلة
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا ثاني أكسيد الكربون بالذات ؟ ماهي الخصائص التي يتميز بها هذا الغاز عن غيره من الغازات والمواد الملوثة التي تملأ هواء الكرة الأرضية .

ببساطة نقول ان غاز ثاني أكسيد الكربون يشبه الزجاج في خصائصه الضوئية ونفاذيته للموجات الكهرومغناطيسية ، فالمعروف أن الزجاج ينفذ جميع الموجات الكهرومغناطيسية ما عدا الأشعة تحت الحمراء وهي الجزء من اشعة الضوء المسؤول عن الحرارة لذلك تستخدم البيوت الزجاجية كمحميات يتم داخلها استزراع بعض المحاصيل الزراعية الصيفية في فصل الشتاء .
لقد تنبه العالم اليوم لهذه المشكلة وشعر بالخطر المحدق بالكوكب الذي نعيش عليه فعقدت المؤتمرات لمناقشة هذه الظاهرة العالمية ومنها مؤتمر كيوتو الشهير والذي عقد في اليابان عام سبع وتسعين ، وقد دعت تلك الاتفاقية إلى تخفيض ما معدله خمسة في المئة من الغازات الضارة المنبعثة في الدول النامية، باعتبار إنها السبب في الاحتباس الحراري .
وقد انخرط المغرب مساهما بفعالية كبيرة مع المنظمات العالمية في مكافحة هذه الظاهرة واهتم بمشاريع إنتاج الكهرباء انطلاقا من حرارة الشمس وطاقة الرياح كما ساهم المغرب في مؤتمرالمناخ بباريس عام 2015 الذي أوصى بتقديم الدول الغنية أموالا بقيمة 100 مليار دولار للتحول إلى الطاقات النظيفة وكان خطاب ملك المغرب في هذا المؤتمر أروع خطاب على الإطلاق لما تضمنه من نداءات صادقة تدعو لمكافحة الظاهرة بمشاركة كل دول العالم لينعم سكان العالم ببيئة أفضل كما نظم المغرب مؤخرا مؤتمر cop 22 الذي يعد استمرارا لمتابعة ما تم التوصل إليه بمؤتمر باريس وشهد الجميع بنجاح هذا المؤتمر.
إليكم مقتطفا من خطاب الملك في قمة باريس cop21
« واسمحوا لي أن أقولها لكم بهذا الشكل المباشر، فإنه لن يكون كسابقيه. فمؤتمر باريس والمؤتمر الذي تقترح بلادنا احتضانه بمدينة مراكش، خلال السنة القادمة، هما أولا وقبل كل شيء، قمتان من أجل المستقبل الذي من واجبنا ومن مسؤوليتنا أن نتركه لأطفالنا.

هؤلاء الأطفال الذين لا نريد أن نراهم محرومين من الغابات والمحيطات والشواطئ، ومن كل الموارد الطبيعية، التي تجسد أغلى رصيد تملكه البشرية، والذي أصبح اليوم، مهددا بسبب تقاعس المجتمع الدولي، أو عجزه عن تعبئة جهوده، قبل فوات الأوان، من أجل توفير الوسائل اللازمة التي تجعله يتحكم في مصيره.

إن وعينا الجماعي اليوم، بالآثار المدمرة لظاهرة الاحتباس الحراري، يحتم علينا الإسراع بالملاءمة بين الأقوال بالأفعال »

بقلم المفضل لخضر :مدرس الفيزياء والكيمياء بالمجموعة التربوية ALPHA القنيطرة

About Rachid Jenkal

JENKAL RACHID Professeur agrégé de sciences physiques - Classes prépas (CPGE) MPSI

Check Also

Atomistique : Cours - SMP, SMC , SM , MPSI

Atomistique : Cours – SMP1, SMC1 , MPSI

Atomistique : Cours – SMP1, SMC1 , MPSI , Pr EL FILALI Said ♦1. Interprétation …

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

error: Content is protected !!