» الأدب الشفاهي الأمازيغي بأشتوكن »، بثانوية أيت باها
من منظور الوطنية بتعزيز الذات المحلية وعبر تثمين المنتوج الثقافي أدبا وفنا، وبهدف تحفيز المتعلمين على الاشتغال على الثقافة المحلية الغنية في تجلياتها المتنوعة، نظم « منتدى الكتاب والقراءة » بالثانوية التأهيلية أيت باها، يوم الجمعة 8 ديسمبر2017، لقاءً لتقديم وتوقيع كتاب جماعي موسوم بـ » الأدب الشفاهي الأمازيغي بأشتوكن »، الصادر عن أشغال ندوتين علميتين نظمتهما جمعية « تمتارين »، في 2012، ببيوكرى. وقد حضر عن الجمعية الأستاذ مهدي مفتاحي، مقدم ومنسق هذا الكتاب، لتنشيط اللقاء.
واعتبارا للقاء حلقةً من سلسلة لقاءات، دأب النادي على تنشيطها كل سنة، عُرض شريط بعنوان » ADLIS D UMARA » (كاتب وكتاب)، ضم في ثناياه صورا لأزيد من تسعة لقاءات مع كُتّاب ومبدعين استضافهم النادي مند إنشائه سنة 2010. وجاء الشريط بعد كلمة لرئيسة النادي زينة بيزريكن ولناظر الدروس الأستاذ محمد كزطي، اللذين أكدا على وقع وأهمية مثل هذه الأنشطة على المتعلمين، من خلال تأهيلهم لعالم البحث والإبداع.
وبعد تقديم ضيف النادي من طرف مسير اللقاء الأستاذ رشيد تبدانت، تناول المهدي مفتاحي الكلمة بتوطئة نظرية، عرج من خلالها على إيتيمولوجية « أدب » في القاموس اللاتيني/الفرنسي، و المنحوتة من كلمة «lettre » (حرف)، وما يطرحه نحت المصطلح الأمازيغي من تبعية، إذ صيغت كلمة « taskla » باعتماد نفس الجذر « askkil » (الحرف بتمازيغت). ومن تم، حسب مفتاحي، فالأدب بهذا المعنى مرتبط أساسا بفعل « الكتابة »، مم يستثني الشفاهي منه.
وبهذا المدخل، أفرد للأدب الشفاهي جزءً من المداخلة، ركز فيها على خصائص هذا الأدب، المُتّسم بالشفاهية والمجهولية والتواتر والتغير. كما سلط الضوء على أنواعه وأشكاله، بدءً بالشعر والأسطورة والأشعار والحكاية، وانتهاءً بالأشكال المقتضبة كالحكم والأمثال. ولينهي التوطئة النظرية بوظائف الأدب الشفاهي، حيث ذكر منها التربية ونقل القيم واللغة وكذا التأريخ وتخليق الحياة العامة.
وعند الغوص في بحر الكتاب قيد التقديم، انطلق المهدي مفتاحي من قراءة شكلية للغلاف والعنوان، مبرزا المجال الجغرافي للاشتغال: » أشتوكن »، بما يضمه من « أدرار » و » أزغار ». مشيرا إلى أن بين دفتي الكتاب عشر دراسات لباحثين من بنيات بحثية مختلفة، قاربوا الموضوع كل حسب اشتغاله وتخصصه. ويبقى الخيط الناظم لها، التحديد الأجناسي لهذا الأدب وطرق ومناهج الاشتغال عليه، كما سبل انتشاله من الاندثار. ومن المواضيع المدروسة، نجد، حسب المتدخل، فن أجماك وشعر تيرويسا، بالإضافة إلى حكاية الحيوان والأمثال.
وقد فتحت المداخلة شهية النقاش، لما لها من اتصال بالتراث اللامادي للحضور، فكانت أغلب المداخلات مُسَائلة لمجال الاشتغال « أشتوكن » ولوظائف الأدب الشفاهي، خصوصا في علاقتها بالتربية. كما لم يفوت البعض الاستفسار عن طرق التدوين والحفاظ على هذا الموروث. كلها أفكار تناولها المهدي مفتاحي بالتوضيح وأثراها بمزيد من المعلومات في صلب الكتاب.
وقبل توقيع نسخ من الكتاب للحضور، وفي علاقة بموضوع الأمسية، عُرض شريط موجز من عشر دقائق، أنجزته منظمة اليونيسكو بمناسبة إدراجها لرقصة “تاسكيوين” الأمازيغية، ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي، الذي يحتاج إلى حماية عاجلة. وليختتم اللقاء بسؤال مشروع: كيف يمكن لتثمين الأدب الشفاهي الأمازيغي، بتجديد وظائفه، أن يكون معبرا لتنمية مجالية؟
متابعة: سعيد ايت احساين