سؤال طبيعي وعادي جدا فمعظمنا لا يأكل بيض البط لكنه يأكل بيض الدجاج مع أن بيض البط متوفر وكذلك فوائده أكثر من فوائد بيض الدجاج وكذلك حجمه أكبر من حجم بيض الدجاج, يعني من ناحية إقتصادية بيض البط أوفر وأكبر حجما … وأكثر فائده.
فلماذا لا نأكله ؟
الأمر في رمته قصة طريفة تعود إلى مفاهيم التسويق والدعاية والاعلان,وهذا السؤال طرحه أحد المتخصصين في علم الاعلان والدعاية في محاضرة له لتلاميذه كي يحفزهم على التفكير الصحيح في الاعلان .
يقول هذا المحاضر نحن ببساطة نأكل بيض الدجاج لأن الدجاجة عندما تبيض البيض فإنها تعلن عنه من خلال « الصياح” أي أن هناك منتج جديد لي وهو متوفر لمن يريد وتحدد مكانه من خلال موقع صياحها وبالتالي حققت التسويق والدعاية والتي تريد.
في المقابل فإن البطة عندما تبيض لا تعلن عن ذلك,ولا أحد يعرف بالأمر إلا إذا كان معني ببيض البط فيذهب للبحث عنه وبالتأكيد مكانه في الغالب مجهول وسيتكلف عناء البحث عن البيض لأنه بحاجته , وبالتالي فإن عدم « صياح” البط عن وجود بيض جديد رغم أهميته وفائدته الاقتصادية والصحية قد قلل كثيرا من رواده.
هذا المثال يقاس على الدعاية والاعلان للمنتجات بشكل عام , فقد يكون لديك منتج ضخم وقوي وفاعل لكنك لا تقدم مستوى من الدعاية لهذا المنتج مما يجعله متأخرا في البيع والتسويق , وفي المقابل يكون هناك منتجات أقل جودة لكنها تكون أكثر رواجا بسبب الدعاية والإعلان لها.
من خلال سبق نستخلص عبرة في غاية الاهمية تتجلى في كون المثال المشار اليه يقاس ايضاً على الافراد ، فقد تمتلك المؤهلات والقدرات الذاتية والخبرة القوية وتحمل افضل الشهادات ووو…، لكن لا تمتلك الخبرة الكافية في تسويق افكارك ولا تتفنن في طريقة الطرح والتقديم ، تجعلك متأخرا في تقييم الناس لك ، وبنفس الوقت تجد من هم اقل منك في العلم والمؤهلات والقدرات وقد اصبحوا رجال اعمال او اصحاب قرار ، او من ذوي الرواتب والمكانة الاجتماعية العالية …هذه المقاربة اصبحت منتشرة وموجودة بشكل كبير في كل شيء ..وقد تعيشها بكل تاكيد..ويالتالي ما ساقوله لك باختصار …سوّق نفسك ,,,نعم سوق نفسك
المصدر : الوكالات