في الأسبوع الماضي أعلن معهد علوم الفيزياء في الصين بأن مفاعلهم الاندماجى والذى يدعى بمفاعل توكامك الاندماجى النووى التجريبى المتقدم (EAST) تمكن من إنتاج بلازما الهيدروجين عند حرارة 49.999 مليون درجة مئوية والحفاظ عليها لمدة 102 ثانية، مما يعني تغلبهم على الرقم الألماني بكثير.

من الجدير بالذكر، أن هذه الحرارة صغيرة مقارنة بالحرارة التى حققها العلماء فى المصادم الهادروني الكبير عام 2012 حيث تمكنوا من الوصول لحرارة 4 تريليونات درجة مئوية وهو أكثر سخونة من مركز الشمس بـ 250 ألف مرة.

• مشاكل الاندماج النووي

تنصهر في الاندماج النووي أربعة نظائر للهيدروجين -1 لتكون هليوم -4، مما يطلق مقدار هائل من الطاقة، مع ذلك، فإن المشكلة التي كنا نواجهها منذ مدة طويلة هي كيفية الحفاظ على ثبات الهيدروجين في درجات الحرارة العالية لمدة كافية لتسخير الطاقة الناتجة.

إن مفتاح نجاح مفاعلات الاندماج هو الحفاظ على درجة الحرارة الهائلة لفترة أكبر، ويتم ذلك عن طريق تطبيق مجالات مغناطيسية لتتحكم فى حركة البلازما والجزيئات عالية الطاقة وتوجيهها بعيداً عن جدار المفاعل لكي لا تتسبب بانصهار الجدار وانفجار الآلة.

الهدف النهائي هو الوصول إلى حرارة 100 مليون درجة مئوية، وكان هذا هدف الفريق الصيني فى الأسبوع المنصرم ولكنهم وصلوا إلى 50 مليون درجة مئوية ولمدة 1000 ثانية، أي ما يعادل 17 دقيقة. يقول الفريق الألماني أنهم قادرون على البقاء ل30 دقيقة مع درجة الحرارة التي حققها المفاعل الصيني.
من المؤمل أن تحمل تجارب الشهر القادم نتائج أفضل في درجة الحرارة ومدة الحفاظ على ثبات النظام.

• مصدر مهم للطاقة

حالياً يتم جمع الطاقة عن طريق الانشطار النووي، والذي يعني تقسيم نواة الذرة إلى مكونات أصغر. وهو أمر عظيم لأنها تنتج طاقة تعادل ملايين المرات حرق الفحم. مع ذلك، إنها عالية الخطورة أيضاً. كما إن إدارة خطر النفايات المشعة الناتجة من الانشطار النووي هو أمر مكلف كثيراً.

وهذا هو السبب الذي يجعل مفاعلات الاندماج مرغوبة أكثر، لأنها تنتج كميات عالية من الطاقة وتترك في نفس الوقت كميات قليلة أو معدومة من المخلفات المشعة.

لو تمكنا من جعل مفاعلات الاندماج مجدية تجارياً، فإن التقديرات تشير إلى وجود طاقة تكفي ل30 مليون سنة في ماء البحر. هذا مقدار هائل من الطاقة. المشكلة تكمن في توفر مصدر رخيص ومضمون للطاقة وهو الوقود الاحفوري. الناس لسوء الحظ تهتم للإقتصاد أكثر من اهتمامها بالبيئة.

مع ذلك، فإن مفاعلات الاندماج رخيصة بصورة تستطيع أن تنافس الوقود التقليدي.. لو استطعنا النجاح فيها.

مقال :

Mohamed Essebbaq

عنوان  :

jenkal rachid