أغبالو مسلسل درامي عن سيرة الفنان الأمازيغي الحاج بلعيد خلال رمضان
مسلسل تراجيدي يتناول العديد من القضايا التي كانت تعدّ في مرحلة تاريخية من المحرمات في المجتمع المغربي المحافظ.
المسلسل الدرامي “أغبالو”، والذي أخرجه مصطفى أشاور ولعب أدواره الرئيسية ثلة من الفنانين المغاربة الذين تميزوا في المشهد الفني الأمازيغي مثل: أحمد بردواز ومحمد عطيف وآخرين، وهو المسلسل الذي يشخص سيرة حياة رائد الأغنية الأمازيغية الفنان الراحل الحاج بلعيد (1873-1945).
ويتناول المسلسل في قالب تراجيدي العديد من القضايا التي كانت تعدّ حينذاك من المحرمات في المجتمع المغربي المحافظ، وتمتد حكاية الحاج بلعيد الفنان والشاعر من قرية أنون عدو بوجان في نواحي تزنيت، حيث برع بلعيد منذ صغره في العزف على الناي قبل أن يتعلم الموسيقى مع فرقة “أهياضن”، ثم كون فرقته الموسيقية، ثم اتسعت دائرة جولاته، وهو الذي انطلق في رحلة للحج تحوّلت إلى رحلة فنية، خاصة أثناء إقامته بمصر حيث التقى محمد عبدالوهاب قبل أن يصل إلى مرسيليا حيث أحيا عدة سهرات فنية بفرنسا، ثم عاد إلى المغرب، وكان أول من سجل أغانيه على الفونوغراف.
والراحل الحاج بلعيد الذي يعدّ من شعراء ورواد الأغنية الأمازيغية، وينسب إليه تأسيس الأغنية الأمازيغية، عايش العديد من الأحداث المهمة في تاريخ المغرب. ومات في قريته الأصلية. وقد اعتمد المخرج مصطفى أشور على مادة توثيقية غزيرة من أجل رسم صورة واضحة عن هذا الفنان، الذي اشتهر بعزفه على آلة الرباب. لأول مرة في تاريخ التلفزيون المغربي، وبعد سلسلة من البرامج التي تطرقت لحياة عميد الأغنية الأمازيغية ومرجعها ومؤسسها الحقيقي، سيكون لجمهور قناة «تمازيغت» لقاء يومي خلال شهر رمضان الحالي مع سيرة حياة تؤرخ لمسار الرايس الحاج بلعيد، وذلك من خلال مسلسل «أغبالو». هذا العمل التأريخي للحاج بلعيد سيضع المشاهد في الصورة الكاملة لهذا الفنان، الذي طبع التاريخ الموسيقي المغربي الأمازيغي. العمل يوثق لأهم فترات حياة الحاج بلعيد من ولادته بقرية أنو نعدو نواحي مدينة تيزنيت، والظروف الصعبة التي نشأ فيها الطفل من أب راعي غنم، مرورا بدخوله الكتاب وانقطاعه عن الدراسة ليحمل على عاتقه مسؤولية إعالة عائلته بعد وفاة والده، عبر ممارسة نفس مهنة الرعي التي ستكون فأل خير عليه، حيث سيتعلم خلالها العزف على الناي، ومن ثمة انتقاله للاحتراف كفنان صال وجال في مختلف قرى ومدن المغرب قبل سفره إلى مجموعة من الدول العربية ولقائه بمحمد عبد الوهاب. ومن أجل كشف بعض الحقائق عن هذا العمل التلفزيوني الرمضاني،كشف مخرج المسلسل، مصطفى أشور عن هذه التجربة التي تتناول لأول مرة قصة حياة الحاج بلعيد؟ فكان جوابه: هي تجربة فريدة من نوعها… خصوصا أنها تتناول كما قلتم رمزا من رموز الفن الأمازيغي وربما لأول مرة… تتجلى خصوصيتها في العدد الكبير من الممثلين الذين ساهموا في هذا المشروع، والجهد الكبير الذي بذلته الشركة المنتجة في إعداد الديكورات والملابس والأكسسوارات الخاصة بالحقبة التي عاشها الرايس الحاج بلعيد… * سبق لكم أن أخرجتم مجموعة أعمال، لكن هذه أول مرة تتناولون فيها سيرة فنان مرموق، ما هي الآليات التي اعتمدتموها في تناول حياة بلعيد، وهل تم احترام مختلف محطات الرجل؟ لا يمكن الاشتغال على هاته النوعية من الأعمال دون التحضير والبحث والتقصي عن الصغيرة والكبيرة في حياة الفنان.. تكفي الإشارة إلى أن المشروع لم يكن وليد الصدفة، أو رغبة آنية بل كان نتاج إعداد وتصور دام لما يقرب 3 سنوات… * المادة العلمية هنا مهمة ويجب أن تحترم أدق تفاصيل السيرة الذاتية. ما هي أسس العمل وعلى ماذا استندتم للوفاء لروح السيرة الذاتية للفنان، لأنها مسؤولية كبيرة يجب الحرص على عدم إغفال حتى التفاصيل البسيطة؟
فيما يخص المادة العلمية فقد تمت الاستعانة بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لإمدادنا بكل المخطوطات والكتب والأبحاث، التي تناولت حياة الفنان… كما تمت الاستعانة بمستشارين في التاريخ كالأستاذ أحمد عصيد للتدقيق في المادة التاريخية. * قصة الرايس تتداخل معها قصص الحياة في البادية المغربية آنذاك، ومعها الوضع في المغرب عموما. كيف تناولتم هذا الجانب؟ لا يمكن فصل حياة الفنان عن بيئته التي نشأ وترعرع فيها، لذا كان حتميا وضروريا أن نرصد التطورات السوسيو اجتماعية التي رافقت مسيرته، من خلال ما كان يجري بقريته وكذا القرى والقبائل المجاورة… * ماذا عن الكاستينغ؟ وكيف تم اختيار وجه غير معروف لتجسيد دور البطل؟ كان الرهان منذ البداية على إيجاد الوجه الذي سيجسد الدور… كان هناك شرطان أساسيان تحكما في اختيارنا: الشبه الفيزيولوجي والتجربة الفنية… ووجدنا ضالتنا في شخص محمد بنسعود، الذي اكتشفت فيه شخصيا فنانا رائعا وإنسانا خلوقا… هذا إلى جانب حضور أسماء وازنة في المشهد الفني الأمازيغي كالحسن باردوزا وعبد اللطيف عاطيف وغيرهما..
* نعلم أن مسلسلات السيرة الذاتية صعبة، وكثير منها لا يلقى النجاح في العديد من الأعمال. ماذا هيأ مصطفى أشور للوصول بالمسلسل إلى بر النجاح؟ لا يمكن التكهن برد فعل الجمهور… وأنا أحترم جميع الآراء… المنتقدة منها قبل المعجبة… لكن كمخرج لعمل كبير ومميز كأغبالو أشعر بالفخر الكبير، وأنتهز الفرصة لأشكر كل أعضاء الفريق التقني والفني وإدارة الإنتاج على المجهودات التي بذلوها من أجل إخراج هذا العمل للوجود…
المصدر : وكالات