هكذا اخترت لتجربتي في السنة الأولى باكالوريا شعبة العلوم الرياضية كعنوان، وفي الحقيقة لم أكن لاسميها بهذا الاسم لولا دراستي عند أستاذ يزيد على بقية الأساتذة زيادة الشمس عن البدر، نعت الشعبة التي درستها-شعبة العلوم الرياضية- بالأسطورة حيث خصها بالمديح والتطبيل بعكس الشعب والمستويات الأخرى التي لا يكف عن ذمها بلسانه الفصيح والذي تكاد تحسبه ثعبانا ينساب بين الرمال، لسانه يعبث بالكلام حتى كان الالفاظ تتحاسد في التسابق الى خواطره، انه أستاذ اللغة الفرنسية والذي أكن له احتراما عميقا. لكن… يا حسرتاه! فلقد خيبت ظنه!!!
سأحاول في قادم الاسطر الكشف عن خواطري، اخطائي خلال العام المنصرم، تقديم نصائح…
شهرين قبل دخولي المغامرة...
بدأت التخطيط للموسم الجديد (اولى باك) قبل شهرين من الانطلاق الفعلي للدراسة فلقد حددت لنفسي هدفا يتوجب بلوغه. لقد كان هذ الهدف هو التميز في الامتحان الجهوي لا غير وتكرار سيناريو السنة الثالثة الاعدادي عندما حصلت على الرتبة الاولى على الصعيد الاقليمي والرتبة الثانية على الصعيد الجهوي.
بداية وقفت مع نفسي وقفة، طرحت اسئلة، قدمت اجوبة مقترحة، فخلصت الى النتائج التالية والتي ستكون الطريق التي اسير عليها طوال العام: انه لتكفيني لحظة واحدة فقط لكي احكم على نفسي بالنجاح او الفشل خلال الموسم القادم هي حينما اتوصل بعلامة الامتحان الجهوي اخر السنة. وعليه فان مواد الجهوي خاصة الفرنسية ستكون فوق جميع المواد حتى لو تعلق الامر بمواد الرياضيات والفيزياء، هذا سيتطلب مني صبرا مقداره عام كامل كيف لا وانا اعرف بانه سوف اكون مغضوبا عليه من طرف اساتذة الرياضيات والفيزياء لأني سأضطر لاحقا الى عدم انجاز التمارين والسلاسل، وبالتأكيد فلقد كانت نفسيتي طوال العام محطمة. انه لمن الصعب ان يجد شخص ما نفسه بعدما كان ينافس على المركز الاول طوال سنوات دراسته ولا يقبل الا به يحاول البقاء ضمن كوكبة الست الأوائل.
ان ضريبة الحصول على نقطة خرافية في الاستحقاق الجهوي غالية حقا!! كما يمكن اعتبار الطريق التي سلكتها من أصعب الطرق المؤدية للحصول على اعلى النقاط في الجهوي، فلم أكن اثق كثيرا بأساتذة مواد الجهوي باستثناء أستاذ الفرنسية. لذلك كنت أستعين بدروس بقية الأساتذة وملخصات من الأنترنت والكتاب المدرسي بالإضافة للأطر المرجعية للامتحان الجهوي، وأحاول تلخيص الأشياء المشتركة بين كل هذه المصادر في ورقة، وبهذا أحصل على ملخص صغير ومكثف وسهل الحفظ. لاكن يتطلب إنجازه وقتا كبيرا جدا. (ان كنت تثق بكفاءة أساتذتك فلن تضطر الى انجاز كل هذا العمل)
كما ان المواد التي لا أحبها او التي لن ادرسها في السنة الثانية علوم رياضية سأضرب بها عرض الحائط. لقد كانت من بين هذه المواد مادة الفلسفة تلك المادة المسرطنة والتي تنضاف الى ثلة من المواد المسرطنة التي يدرسها ابناء الشعب المغربي امثال التربية التشكيلية التربية الاسرية التربية الموسيقية … لا اعرف كيف تحملت دراستها على مدار سنوات، لكن ولله الحمد فمعاملها لا شيء امام معامل الرياضيات والفيزياء وكذلك قررت ان لا اهتم مطلقا بمادة العلوم الطبيعية.
لقد حرصت في هذين الشهرين على قراءة روايتين من أصل ثلاثة روايات فرنسية مقررة هما علبة العجائب ومذكرات محكوم عليه بالإعدام قراءة جيدة، لكي لا اضطر اثناء العام الدراسي الى قراءتهما وتضييع وقت كان بالإمكان استغلاله لفعل أشياء مهمة… وهنا أجد فرصة لأنبه لأمر غاية في الأهمية هو ضرورة قراءة جميع الروايات الفرنسية او رواية واحدة على الأقل قبل بداية الموسم الدراسي فهذا سيسهل وسيخفض كثيرا من وتيرة عملك اثناء الموسم الدراسي. كما يتوجب عليك مراجعة بعض دروس الرياضيات السابق دراستها في الجدع المشترك العلمي لكي لا تجد صعوبة في فهم الدروس الجديدة او تضيع وقتا في محاولة فهمها. فيما يتعلق بالوقت فعندما تلج هذه الشعبة فستعرف قيمته أكثر من أي زمن مضى.