في اول رحلة عربية استكشافية… مسبار الامل الامارتي يصل الى مدار كوكب المريخ
سجل التاريخ اليوم الثلاثاء نجاح الإمارات في أول مهمة لها إلى كوكب المريخ بعد أن نجح مسبارها الاستكشافي، مسبار « الأمل »، في دخول مدار الكوكب الأحمر.
وكان مسبار الأمل الإماراتي، الذي انطلق من الأرض قبل سبعة أشهر قُطعت خلالها مسافة 494 مليون كيلومتر.، قد وصل إلى المدار حول الكوكب، لتصبح الإمارات خامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند.
يذكر أنه مع دخول مسبار الأمل مدار الالتقاط حول المريخ، تبدأ سرعته بالتباطؤ ذاتيا من 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة فقط، وذلك خلال 27 دقيقة تعرف باسم « الـ27 دقيقة العمياء »، وذلك باستخدام محركات الدفع العكسي الستة « دلتا في » المزود بها المسبار.
وخلال الدقائق العمياء هذه يعالج « مسبار الأمل »، كافة التحديات بطريقة ذاتية، إذ يكون الاتصال بمركز التحكم في المحطة الأرضية بالخوانيج في دبي متأخرا.
وتعد اللحظة الحاسمة، هي عندما يتمكن فريق المحطة الأرضية من استلام الإشارة من المسبار فور تخطيه الدقائق الـ27 العمياء إيذانا بإعلان نجاح المهمة في هذه المرحلة.
الجدير بالذكر أن استقبال إشارات الراديو من المريخ إلى الأرض يستغرق نحو 20 دقيقة، ولتخطي هذا التحدي فقد صمم « مسبار الأمل » بطريقة يستطيع من خلالها إكمال عملية الالتقاط بشكل آلي دون الحاجة للتحكم من المحطة الأرضية.
ومن المقرر أن يظل مسبار الأمل في مداره حول المريخ فترة عامين، أو « سنة مريخية »، يدرس خلالها كل ما له علاقة بطقس وجو الكوكب الأحمر، مستعينا بثلاثة أجهزة علمية متطورة، هي المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية، وكاميرا استكشاف رقمية عالية الدقة.
ويبلغ وزن مسبار « الأمل » الآلي 1350 كيلوغراما، وهو بحجم سيارة رباعية الدفع تقريبا.
وستستغرق دورة واحدة حول الكوكب الأحمر ستستغرق 40 ساعة.
وسيبقى مسبار « الأمل » في هذه المرحلة لمدة شهرين تقريبا، وسيتم خلالها إجراء مزيد من الاختبارات حتى يصبح جاهزا لدخول مدار « العلوم » مع بدء عملية جمع البيانات.
وسيظل المسبار في المدار لمدة سنة مريخية كاملة أي 687 يوما.
وتملك الإمارات 12 قمرا اصطناعيا في الفضاء للاتصالات وجمع المعلومات ولديها خطط لإطلاق أقمار أخرى في السنوات القادمة.
ويأتي برنامج المريخ في إطار جهود الإمارات لتطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية تسعى من خلالها الى بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال 100 عام قادم بحلول سنة 2117.
ووظفت دبي في 2017 مهندسين وتقنيين لتصور كيف يمكن أن تبنى مدينة على الكوكب الأحمر.
وفي انتظار ذلك، تخطّط لإقامة « مدينة المريخ للعلوم » في صحراء الإمارات بتكلفة تبلغ حوالى 500 مليون درهم (135 مليون دولار)، والهدف منها محاكاة ظروف مماثلة لتلك الموجودة على المريخ.
وبموجب استراتيجية الفضاء الوطنية التي تم إطلاقها العام الماضي، تتطلع الإمارات أيضا إلى تنفيذ مشاريع أخرى بينها سياحة الفضاء، ووقعت مذكرة تفاهم في هذا الإطار مع شركة « فيرجين غالاكتيك » التي يملكها الملياردير ريتشارد برانسون.
المصدر : الوكالات