اقتعدت كرسيا هذا المساء في مقهى « راحا » المتواجدة بجانب حديقة 20 مارس ، إنها حديقة مهجورة ومتهالكة ، اني أشعر وكأنها شاخت قبل فوات الأوان ، لا ألعاب ، لا مساحات خضراء ، فقط بعض الكراسي هنا وهناك متعدد على رؤوس الأصابع ، المقهى ممتلئ عن آخره أمر طبيعي إنه يوم ثاني عيد .. أشعر بيومي هذا أنه مر مرور الريح ، بدون أن أفعل شيئاً ، غير الجلوس وتصفح هذا الفضاء الأزرق الذي فرض سيطرتهه علينا وجعلنا خاضعين له بشكل أو بآخر ..
مؤسف حقا أن تمر أيام شبابنا على هذا الشكل ، ونحن لم نصنع مجدا ، تاريخا ، لا شئ .. !! اجلس متأملاً وانا أحتسي قهوتي المسائية أفكر ، يخاطبني أو أخاطب أنا الآخر لا أدري من منا يخاطب الآخر .. إنه لا يدعني ، لا يتركني وشأني يرميني بحجر , يصفعني ، يركلني ، يزرع الشوكى في ، لا يتركني أعيش ، يلم نفسه فيخنقني ..!! أدرك بعد فوات الاوان اني بلا وطن ، ولا أمنيات ، ولا أحلام ، ولا حبيبة ، ولا أمنيات ، لا أحد يتصل بهاتفي ليس لدي مواعيد مع أحد أو تجمعات ، ليس لدي من أشاركه اسراري « حماقاتي » أشعر اني الآن ديانة لا يؤمن بها أحد .. أتدري يا صديقي نحن الآن أمام خيارين ، إما أن نتشبت بكلام درويش حين قال » سنصير يوماً ما نريد » ، أو نعيش على ما جاء في سطور الخبز الحافي لمحمد شكري حين قال » لقد فاتني أن أكون ملاكا »
ولكن يا صديقي انا اقول لقد فاتني أن نكون من الأساس ، سواءً شياطين أو ملائكة .. فدرويش قالها ولم يصر ما يريده ، بل انتهى به المطاف في مصحة أمريكية ، نحن لا ندري أين ستنتهي بنا هذه المهزلة ، فجأة تذكرت نفسي فقررت أن اتسكع في الشارع وهكذا أكون قد أنقذت نفسي من متاهة التفكير التي كنت تائها فيها .
بقلم الطالب عبدالرحيم اولعبيد