رسالة مني إلى الإله
إلهي انا عبدك الضعيف أقف أمام أبواب رحمتك الواسعة دليلاً أرفع أكف الضراعة والغفران ، أنا اللص السابق الذي سرق اقلاما ملونة كثيرة في الفصل ، وعدد لا يحصى من الألعاب في الحي لزملائي ، أتسلل بدون قطع التذاكر في الحافلات انا وأصدقائي رغم امتلاكنا النقود ، أنام بدون أن أصلي صلاتي اليومية …، بلطفك إلهي نجوت من كوارث لا تحصى ، تحايلت على الموت برفق من حوادث سير خطيرة ، قضيت أصياف كثيرة كخادم في السوق رفقة بؤساء هذا الوطن ثارة كنادل في المقاهي و ثارة أشتغل رفقة والدي ، أحياناً أخرى أحفظ القرآن الكريم بالمدارس العتيقة ، وكنت أتذكر حفظة القرآن حين ينتظرون بفارغ الصبر وصول موتى محمولين على الأكتاف بفارغ الصبر ، لجمع النقوذ والصدقات عند الناس ،في تلك السنوات البعيدة ، إلتهمت تلك المقبرة عددا لا يحصى من البشر مثلما إلتهم البحر المتوسط العديد من الشباب الباحثين عن مصير أفضل في القارة العجوز .. !!
إلهي .. لماذا لا تنتقم من الاوغاد .. ؟؟ في كل الافلام والروايات التي رأيتها تعذب اللصوص وتنصر المظلومين ، لكن متى تنتقم من اللصوص ..؟؟ متى ينتهي هذا العبث أم أن الأشرار يموتون في الأفلام فقط وفي الواقع شيء آخر ..؟؟
لقد كذب علي فقيه الحي إذن ، ومفتي النفاق ، كذبوا علي حين كنت صغيراً صدقتهم براءتي ..!! مرت الأيام كبرت ورأيت الكافر بأم عيني يتصدق ، يتبرع بالخيرات ، يحسن للفقراء … ، ورأيت من يدعي أنه مسلم في قمة الظلم والنفاق ونهب الأموال والجهل وأكل أموال الفقراء بسم دينك ، لا يفهم من الدين سوى القيام بالطقوس الشكلية فقط ..!! و في كل حي تجد مسجد بدل بناء مدرسة ، ونشر الفكر فقد صدق من قال « الله لا يعبد بالجهل » ، تقدم الكافر ونور العالم ونحن مازلنا في قاع القاع .. !! لقد خدعونا إذن ..؟؟
إلهي هذا انا وتلك بعض جرائمي – جرائمنا وبعض أفعالي الشريرة ، انشرها اليوم تحت شموس رحمتك الوارفة وهذه توبتي .
بقلم الطالب عبد الرحيم اولعبيد