أضاف العلماء ثانية على التوقيق العالمي في أخر دقيقة من شهر يونيوللتوفيق بين الزمن الطبيعي والزمن القياسي الذي تحدده الوسائل التكنولوجيا الحديثة . وتأتي هذه الإضافة بسبب عدم الإنتظام التام في حركة دوران الأرض .وتسمى هذه العملية » قفزة الثانية » .
وتعني الإضافة أن الدقيقة الأخيرة من شهر يونيو ستتألف من 61 ثانية . حيث كما نعرف تتحول الساعة 23:59:59 عادة إلى 00:00:00،لكن هذه المرة ستشهد قفزة ثانية لتتحول الساعة إلى 23:59:60.
وفي وقت سابق أعلن مرصد باريس (أوبسيرفاتوار دو باري) الجمعة 19 يونيو أن التوقيت العالمي أ الموحد سوف يشهد إضافة ثانية واحدة فى 30 يونيو 2015، وهى عملية تتم تقريبا كل 4 سنوات وتضمن التطابق بين التوقيت العالمى ودوران الكرة الأرضية ودران الأرض حول الشمس
ويقول دانيال غامبيس، مدير خدمة متابعة حركة دوران الارض المكلفة دوليًا بإضافة هذه الثواني: « إن الاشخاص العاديين لن يلاحظوا هذا الفرق، لكنّ الحريصين كثيرًا على الدقة يمكنهم أن يعيدوا ضبط عقرب الثواني في ساعاتهم بعد ذلك، فالأنظمة المرتبطة بالأقمار الصناعية والشبكات الضخمة للحواسيب لا يمكنها أن تغض النظر عن هذا الفرق، وينبغي أن تضبط كلها مع إضافة ثانية واحدة، للتوفيق بين مقياسين للوقت هما المقياس الطبيعي أي التوقيت العالمي الذي تحدده حركة دوران الأرض وموقعها، والتوقيت الذري الدولي الذي تحدده منذ العام 1971 الساعات الذرية شديدة الدقة ».
ويقول بيتر ويبرلي، كبير الباحثين في المختبر الفيزيائي الوطني ببريطانيا: « تحصل قفزات الثواني في فترات غير منتظمة، لأنها تعتمد على حسابات دوران الأرض، التي تتغير على نحو يصعب التنبؤ به ».
الأسباب
ويُرجع الخبراء هذا التأخر في دوران الأرض إلى عوامل عدة منها تأثير قوة جاذبية الشمس والقمر على كوكب الأرض وقوة حركة الرياح المحيطة به إضافة الى حركة الزلازل، فضلا عن ما يعتمل من حركة في نواة الكرة الأرضية. كل هذه الظواهر تجعل، حسب المختصين، حتميا التباعد بين توقيت يُقاس بواسطة « ساعات ذرية »، وحركة الأرض التي تخضع لتقلبات طبيعية ضرورية.
26 ثانية مضافة
حين بدأ العمل بالتوقيت العالمي المنسق في العام 1972، بعد اتفاق دولي بهذا الشأن، قال الخبراء إن الفرق بين التوقيتين لا ينبغي أن يتجاوز تسعة أعشار الثانية، وأن أي فرق أكبر من ذلك يجب أن يؤدي إلى زيادة ثانية واحدة على التوقيت العالمي.
ومنذ العام 1972، أضيفت 26 ثانية، بما فيها تلك التي ستضاف في آخر شهر يونيو. وتعود آخر ثانية مضافة الى منتصف أيار (مايو) من العام 2012، وقبلها إلى العام 2008.
المخاوف
وركزت التغطيات الإخبارية على احتمال حصول مشكلات في أنظمة المعلوماتية، مما قد يؤثر على التجارة المالية وغيرها من العمليات حول العالم. وشدد ويبرلي الذي يعمل في مجموعة « الوقت والتردد » على الحاجة إلى التخطيط.
ويشرح قائلاً: « يعلن عن قفزات الثواني مسبقاً بستة شهور. وهذا يعني أنه لا يمكن برمجة أجهزة الكمبيوتر وأنظمتها لاستيعاب الثانية الإضافية، ويجب إضافتها يدوياً ».
ويلفت إلى انه « يمكن أن يتسبب الخطأ في إضافة الثانية بفقدان التزامن في شبكات الاتصال، الأنظمة المالية وغيرها الكثير من التطبيقات لاتي تعتمد على الوقت المضبوط ».
ويشير إلى أنه « عندما تحصل قفزة الثانية، تواجه بعض أجهزة الكمبيوتر مشكلات بسبب مواطن الخلل في الرموز المكتوبة للتعامل معها. وتكون العواقب خطيرة
حيث شهدت الألفية الثانية / 2000/، مشاكل من هذا النوع نذكر منها على سبيل المثال في الطريقة المعتمدة في تخزين السنوات بداخل الحاسوب ، حيث تعتمد علي رقمين فقط مثالا العام 1998 كان يتم تخزينه بداخل الحاسوب 98 و كان الحاسوب يعلم أن هذه الـ98 يسبقها 19 فكان يعرض التاريخ 1998، إستخدمت هذه الطريقة لأساب فنية وتقنية لتقليل المساحة و الذاكرة المستخدمة في التخزين.
ومع اقتراب العام 2000 واجه المبرمجيون مشكلة حيث بالطريقة المستخدمة قديمًا عندما يتم إدخال الرقم 00 سيعرضه الكمبيوتر 1900 و كأننا نعود بالزمن للوراء! و البعض الآخر من الحواسيب و البرامج سيفهم السنة و كأنها 19100، كانت هذه المشكلة و قد أدت هذه المشكلة إلي تراجع صناعة الكمبيوتر.
تضررت مجموعة من الهيئات و أدت إلي تشتيت البيانات و حدثت بعض المشاكل عمت العالم مو في اليابان ايضًا كانت بعض موديلات الهواتف تقوم بمسح الرسائل الجديدة الواردة بدلا من القديمة بإعتبار أن الذاكرة قد امتلئت.
بعض مواقع الإنترنت الكبيرة و خاصة المتخصصة في حالات الطقس أظهرت التاريخ بهذه الصورة 19100 و غيرها من المشاكل التي تسبب بها عام 2000 بسبب خطأ برمجي من البداية، و أخيرًا جائت بعض الحلول من ضمنها إدخال السنة كأربعة أرقام بدلا من 2 و هذا ما قامت به معظم البنوك، حل آخر هو كتابة السنة مكونة من 3 أرقام مثلا عام 1999 يتم إدخاله 099 و عام 2001 يتم إدخاله 101، و غيرها من الحلول التي أدت إلي حل هذه المشكلة.
مصير الثانية
ولأن عدم الانتظام في إضافة القفزات في الثواني يؤدي إلى مشكلات في شبكات الكمبيوتر، تم تقديم عدة اقتراحات لإلغائها.
ولا تروق إضافة ثانية على الزمن للجميع، فبعض الدول مثل الولايات المتحدة وفرنسا ترغب في إلغائها والاعتماد فقط على الساعات الذرية. أما دول مثل بريطانيا فتناصر الإبقاء عليها وإعادة ضبط الساعات عالميًا للتوفيق بين التوقيتين.
وما زال الاتحاد الدولي للاتصالات يدرس الأمر، وقد أدرجه على جدول المؤتمر العالمي للاتصالات اللاسلكية المقرر في جنيف في نوفمبر من العام الجاري.
وسيسعى المجتمعون للوصول إلى قرار يقضي إما بالتوقف عن إضافة قفزات الثواني أو بتبني حل تقني لتقليص المشكلات التي تتسبب بها.
المصادر :