بعد رحلة دامت تسعة أعوام ونصف ، يشهد اليوم الثلاثاء 14 يوليوز حدثا تاريخا،يتجلى في وصول المركبة الفضائية New Horizons الى أقرب نقطة من الكوكب القزم بلوتو Pluton في مهمة إستكشافية تحدث على بعد خمسة مليارات كيلومتر من كوكب الأرض
وتعد هذه الرحلة الأولى من نوعها نحو بلوتو رغم إكتشاف هذا الكوكب منذ سنة 1930 من طرف الفلكي « Clyde Tombaugh » . حيث وصلت هذه المركبة إلى أقرب نقطة من الكوكب ( نحو 12500 كيلومتر ) وإستطاعت إلتقاط صور بالغة الوضوح والدقة مقارنة مع الصور الأخرى التي إلتقطت من قبل ، من طرف بعض المركبات الأخرى او من طرف المركبة نفسها في الوقت التي كانت بعيدة عن الكوكب .
وتسعى هذه الرحلة المزودة بأحدث التقنيات والمعدات والتي كلفت 700 مليار دولار الى إكتشاف البنية الجيولوجية لهذا الكوكب والتركيبة الجزيئية لغلافه الجوي وتكوين سطحه وحرارته وكذلك الأقمار الخمسة التي تدور حوله
يتحرك المسبار « New Horizons » الذي لا يزيد حجمه عن حجم ألة البيانو ، نحو بلوتو بسرعة تناهز 49 ألف و600 كيلومتر في الساعة. وستمر المركبة على مسافة أقرب إلى بلوتو في الساعة 11:49 بتوقيت جرينتش اليوم الثلاثاء، وسيحتفل العلماء بهذا الإنجاز العظيم إلا أن بسبب المسافة الشاسعة بين موقع الحدث والأرض ،لن يعرف أحد لأزيد من 13 ساعة ما إذا كانت المهمة قد نجحت ام لا. ومن المقرر أن يتم استلام الإشارات الأولى من المركبة في الساعة 01:02 يوم الأربعاء بتوقيت جرينتش .
وقد شهدت هذه الرحلة بعض المشاكل التقنية فعلى سبيل المثال قبل 10 أيام من موعد وصول مركبة ناسا (New Horizons ) إلى وجهتها ، فقدت المركبة الاتصال مع مركز القيادة لمدة ساعة و21 دقيقة وهذه ليست المرة الأولى التي يفقد بها الاتصال مع المركبة فقد حصلت هذه المشكلة من قبل في مارس من عام 2007 بعد 14 شهر من الإطلاق.
إلآ أنه تم التغلب على هذه المشاكل التقنية والفنية وبدات المركبة منذ 9 أبريل من إلتقاط الصور وإرسالها الى مركز القيادة . كما تم أخذ قياسات للجسيمات النشيطة والرياح الشمسية في الفضاء المحيط بالكوكب.
تظهر الصور سلسلة من البقع المعتمة على طول الخط الاستوائي للكوكب يمتد كل منها لـ 500 كيلومتر. كما تظهر مناطق لامعة عند قطبيه. في حين أن أكبر أقماره (شارون) يحوي مناطق داكنة عند قطبيه.
لكنها لم تكن دقيقة وواضحة إذ كان المسبار حينها على بعد 80 مليون كيلومتر عن بلوتو ومع اقترابه شيئا فشيئا، بدأت الصور تتضح، وفي السابع من يوليوز الجاري كان على بعد خمسة ملايين كيلومتر من سطح بلوتو. وتظهر هذه الصور بقعة كبيرة مضيئة و حزاما واسعا من التضاريس التي تحيط بالكويكب لمسافة 1500 كيلومتر تقريبا.
وأخر صورة لبلوتو هي الصورة التي التقطت أمس الإثنين والتي تبين بشكل واضح سطح الكوكب أنظر الصورة أسفله
وكان علماء الفضاء يصنفون بلوتو على أنه واحد من كواكب المجموعة الشمسية، لكن في عام 2006 قرر الاتحاد الفلكي الدولي تصنيفه ككوكب قزم بسبب حجمه الصغير رغم المعارضة الشديدة لبعض العلماء وإنتقادهم لتلك الخطوة . فلم يعد على قائمة كواكب المجموعة الشمسية سوى ثمانية أجرام هي عطارد والزهرة والأرض والمريخ وزحل والمشتري ونبتون وأورانوس.
كما أرسلت المركبة الفضائية «New Horizons» بيانات يوم الاثنين تساعد في وضع حد بشكل نهائي للجدل المثار منذ عشرات السنين حول حجم بلوتو. وقال علماء المهمة الذين يشرفون على رحلة « New Horizons » انهم وجدوا أن قطر بلوتو يبلغ 2370 كيلو مترا، أي أكبر بنحو 70 كيلومترا من التقدير المقبول والمعمول به سابقا.
وقال بيل ماكينون، أحد علماء مهمة « New Horizons « ، إن هناك جدلا حول مسألة حجم بلوتو منذ اكتشافه في عام 1930، وتابع ماكينون « نحن سعداء لأننا توصلنا أخيرا إلى إجابة قاطعة في هذه القضية ».
ولمتابعة هذا الحدث التاريخي مباشرة إضغط على NASA
المصادر :
المصدر 1 ، المصدر 2 ، المصدر 3