اليوم الموعود…
فتحت حاسوبي ودخلت لموقع Taalim.ma لاطلع على النتائج فاذا بحاسوبي ترتفع حرارته ارتفاعا رهيبا فما السر يا صديقي لم اعهدك هكذا، تجاهلني حاسوبي الصغير مستمرا في ابداء سخطه، ربما لم يعجبه موقع الوزارة والذي لم يصله في ذلك الوقت بعد بيان كشف النقط. حسنا أغلقت نافذة الموقع وفتحت نافذة لموقع التواصل الاجتماعي الشهير الفايسبوك، انخفضت درجة الحرارة بشكل تدريجي فسعدت لذلك، لاكن عندما كنت ادردش مع أصدقائي حول نتائج الامتحان الجهوي عادت الحرارة للارتفاع من جديد، فما القصة صديقي لماذا انت غاضب ? بالتأكيد سنحصل على المعدل الذي طالما تمنيناه بأذن الله تعالى، يستمر حاسوبي في تجاهل كلماتي.
هذا اليوم يوم فرح وسعادة لا يوم حزن وغضب، فيا حاسوبي المدلل انني ذاهب للثانوية للحصول على ثمرة عملنا الجاد والدؤوب طوال السنة، ربما انت مرهق من كثرة مساعدتك لي طوال السنة وعليه فساترك لوحدك لبضع ساعات تستعيد فيها عافيتك وصفاء ذهنك.
كعادة الإدارة المغربية التي هي دائما في خدمة المواطن!! فلا نتائج بالثانوية. عدت الى المنزل بخفي حنين واستلقيت بجانب حاسوبي. كان هادئا للغاية فتحت الموقع الذي كان مقررا ان يعلن فيه عن النتائج ولم يعرني أدنى اهتمام، استغربت من هذه الحالة التي اضحى عليها، ولتناسي توتري بدأت اقرا كتابا، لم اعلم كم من الوقت مر حينما ارتفعت بشكل فجائي حرارة حاسوبي لتصل اعلى مستوياتها تحركت لأرى ما الخطب وبالفعل فلقد توصلت بالرسالة المنتظرة…
وأخيرا عرفت سر غضبك صديقي، لقد كان غضبك من أجلى لقد كنت تعرف بطريقة ما وبشكل مسبق المعدل الذي سنحصل عليه، لم يرق لك وبالتالي لن يروق لي، ثواني معدودة وعادت الحرارة كما كانت بل ومالت الى البرودة فلقد تلقينا رصاصة الرحمة، لقد شعرت في تلك اللحظة باني قد هويت من جبل شامخ شديد الارتفاع فما فتئت يدي دعامة لذقني، وجسمي خشبة لحزني اما حاسوبي فلا اعرف بما يشعر لكني اظن ان احاسيسه لا تختلف كثيرا عن مشاعري. أي مصحح – عامله الله بعدله – صحح الورقة خاصتي لمادة الفرنسية، المادة التي لم أتوقع ان ألدغ فيها مطلقا.
حاولت ان اخفف عن حاسوبي قليلا فقلت له تخيل لو توجت بأعلى معدل على الصعيد الاقليمي و لما لا الجهوي، فربما قد يعطونني حاسوبا كجائزة قد اغرم به فتنتهي صداقتي معك لا قدر الله، نظر الي حاسوبي نظرة ساخرة كلها ثقة، الهدية لن تكون الا خردة ستنضاف الى تلك الخردة التي قدموها لك عندما توجهت بأعلى معدل على الصعيد الاقليمي لمستوى الثالثة اعدادي، لقد كانت جائزتك حاسبا لوحيا فقيرا جدا من ناحية الامكانيات اما هذه المرة فيسعطوك حاسوبا لن يتعدى نصف مواصفاتي، لقد اصابني في مقتل خجلت من نفسي فلقد قدمت له عذرا يتعذر قبوله.
لقد حصلت على 16.30 البعض سيلومني على حزني فهذه نقطة جيدة جدا لا تستدعي كل هذا الغضب، لكن ان تعمل طوال العام و تركز على مواد الجهوي و تحصل على ستة و خمسة في الرياضيات في الدورة الثانية الشيء الذي سيجعلك مطالبا ببذل الكثير من الجهد في العطلة الصيفية لتدارك نقصك في هذه المادة ، و في الأخير لا تتمكن من الحصول على معدل يفوق 18 فهذا مؤلم جدا، مرت دقائق معدودة استرجعت هدوئي وايقنت بان أمر الله لا يقابل إلا بالرضا، و شكره على ما قضى وأمضى، فالشكر هو السبب إلى الزيادة، والطريق إلى السعادة, امنت باني خسرت استحقاقا جهويا جرحت فيه جرحا غائرا لن يلتئم سوى ان فزت في قادم الاستحقاقات.
في انتظار الامتحان الوطني …
تم الكلام وربنا محمود *** وله المكارم والعلا والجود
وعلى النبي محمد صلواته *** ما ناح قمري وأورق عود
بقلم التلميذ محمد بن حدو ثانوية محمد السادس بمارتيل
الصورة : ذ. رشيد جنكل