أشعة الشمس تأبى الرحيل قبل أن تلوح أجسادنا ، قبل أن تترك أثراً على مرورها في وجوهنا ، كأنها تقول لنا » لقد مررت من هنا وتركت لكم تذكارا في اجسادكم تتذكرونني به في الليالي الباردة ..!! » عدت إلى المنزل اليوم وأنا متعب ومرهق وجائع .. لهذا إرتميت فوق اللحاف كجثة هامدة ، بعد أن تناولت ما وجدته فوق المائدة ، وكانت ذاكرتي مشغولة بأفكار منفوشة كأمعاء وسادة قديمة .. أفكر في حوار دار بيني وبين صديقي اليوم ، حول الشباب الذين يشتغلون في الحملات الانتخابية ، بدون أن يقتنعوا بمبادئ هاته الأحزاب ، ولا أن يطلوا على برامجهم حتى ، فيكتفون بلبس تلك البدلة وتوزيع المنشورات على الناس ، إنه يسخر منهم ويقول انهم بدون مبادئ و و و .. !! هل تعلم لماذا يا صديقي .. ؟؟ لأنه لا يعرف أن يكون الإنسان » ولد الشعب » لا يعرف إحساس أن تصاب جيوبك بالجفاف دون أن تتساقط فيهم قطعة نقدية واحدة لسنوات وسنوات إلا نادرا .. لا يعرف إحساس أن تكون طالب بدون منحة جامعية توفر لك كتبك ودفاترك .. لا يعرف إحساس أن تقف في رأس الدرب بدون ثمن قهوة ولا جريدة ولا ثمن سيارة أجرة ، ولا سيجارة رخيصة تحرق وتحترق بها .. لا يعرف إحساس أن تستيقظ باكراً بينما هو يتلذذ بدفء غطاءه وانت تجول بين المدن بحثاً عن عمل من شركة إلى أخرى .. دون أن تعثر على شئ .. لتستنتج أن شهادة مستواك التعليمي لا تصلح إلا أن تعلق في جدار غرفتك .. لهذا عندما وجدوا فرصة طرف الخبز استغلوها .. !! فهو عندما يستيقظ يجد مصروفه اليومي موضوع بمحاذاة وسادته ، يضعها في جيبه يقتعد مقعداً في المقهى ، يضع ساقا على الأخرى ..يلج إلى هذا الفضاء الباهث ، يتحدث مع أصدقائه ويبدأ في إطلاق الأحكام هكذا .. هذا باع وطنه .. وهذا من القطيع .. !! هناك الكثير ما يقال في هذا السياق ،لكن كما قلت لك سابقا فأنا متعب وأريد أن انام ..ولولا تشجيعاتك لي الدائمة في الشارع على الكتابة لما فعلت . فلنقل صديقك : عبدالرحيم
بقلم لطالب عبد الرحيم اولعبيد