تناقلت وسائل الإعلام خاصة البريطانية وعلى رأسهم جريدة الاندبيندت تقرير بأول حالة شفاء لمريض مصاب بالسيدا او ما يعرف بنقص المناعة المكتسبة، بعد أن إختفى الفيروس من جسمه تماماً.
مؤكدين أن المريض الأربعيني لا يزال تحت الرعاية الطبية لفترة كافية من الوقت حتى يتأكدون تمام الشفاء وعدم رجوع الفيروس!
هذا الإنجاز الطبي انجز من طرف أكبر الجامعات البريطانية الخمسة المعروفة في العالم وهي، اوكسفورد وكامبريدج وإمبيريال كوليج لندن، وكلية لندن الجامعية وكينغز كوليج لندن، بدعم من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا. وهو محط آمال العالم في القضاء على هذا المرض الفتاك الذي قضى على الكثير من الأرواح.
الرجل الذي تم علاجه هو واحد من خمسون مريض سيخضعون لنفس العلاج الذي يهاجم الفيروس مباشرة.
أخبر العلماء الصحافة أنهم لم يتمكنوا من وجود الفيروس في دم المريض نهائياً بعد إجراء أدق التحليلات وهذه هي أول حالة إختفاء فيروس إيدز في التاريخ البشري. ويكمن الأمل في مسح الخلايا النائمة أيضاً واذا جائت النتيجة سلبية فسيتم إعلان أول علاج رسمي يقضي على فيروس الإيدز وبدأ العلاج به!
“هذه هي أول خطوات جدية في علاج فيروس نقص المناعة” هكذا قال مارك سامويل، المدير العام للمعهد الوطني لمكتب البحوث الصحية.
“نحن نبحث عن إمكانية حقيقية للقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية. هذا يشكل تحدياً كبيراً ولايزال الوقت مبكراً حتى يتم الإعلان عن العلاج، لكننا نعيش تقدماً ملحوظاً ولا مانع من الأمل”
وقال الباحثون إنهم توصلوا إلى خليط من عدة عقاقير مختلفة، محفزة لفيروس نقص المناعة الخامل، ولقاحٍ قادر على تحريض نظام المناعة في الجسم على تدمير الخلايا المصابة بالفيروس، وقد أثبتت جدواها في القضاء على الفيروس، ما يبشر بإمكانية القضاء عليه نهائيا، حيث أنهم نجحوا في الانتقال لأول مرة من مرحلة حصار المرض وإضعافه من أجل إطالة حياة المريض، إلى مرحلة القضاء عليه نهائيا.
ويخضع رجل بريطاني يبلغ من العمر 44 عاما لهذا العلاج المبتكر للقضاء على الفيروس، وقد يكون أول شخص في العالم يشفى من هذا المرض، وفقا لما ذكرته صحيفة « صنداي تايمز » البريطانية، وذلك بعد أن أثبتت الفحوصات الطبية اختفاء الفيروس من جسمه بعد سنوات من إصابته بهذا المرض.
والرجل، الذي لم تذكر الصحيفة البريطانية اسمه، هو الأول من بين خمسين شخصا ينتظر استكمال فترة اختبار العلاج عليهم، هذا الذي يعتبر أول علاج للإيدز قد يثبت فعاليته.
وينتظر استكمال فترة اختبار العلاج الذي يعتبر أول علاج يتتبع ويلاحق فيروس نقص المناعة ويدمره في كل جزء من الجسم بما في ذلك الخلايا النائمة التي تتجنب العلاجات الحالية فتبقى حية، وفي حال إثبات فعاليته فإنه سيوفر الأمل بالقضاء نهائيا على المرض.
وقد أثبتت الاختبارات الأولى أن الفيروس لم يعد موجودا في دم الرجل، ولكن من الضروري الانتظار بضعة أشهر للتأكد من أنَ العلاج قد قضى على المرض نهائيا أم لا.
وأشار المريض، وهو عامل في مجال الرعاية الاجتماعية في لندن في حديث لصحيفة « صنداي تايمز »، إلى أن فحص الدم الأخير الذي أجراه قبل أسبوعين كان خاليا من الفيروس.
يعتبر مرض الإيدز صعب العلاج لأنه فيروس يقوم بإستهداف جهاز المناعة نفسه، ثم يربط نفسه الخلايا بالحمض النووي. وبذلك لا يخفي الفيروس نفسه فقط بل يتحول إلى مصنع يقوم بنسخ نفسه في الدماء!
العلاج الحالي يدعى فن “القضاء على الفيروسات الإرتجاعية”، الذي يحدد الخلايا النشطة ويقوم بالقضاء عليها لكنه لا يسطتيع علاج الخلاية النائمة. وهنا يكمن القلق!
يعمل العلاج على مرحلتين.
الأولى: لقاح يجعل الجسم بالتعرف على الفيروس -مقاومة إختفاء الفيروس- بحيث يستطيعون التخلص منه بعد ذلك.
الثانية: دواء جديدة يسمى Vorinostat يقوم بتنشيط الخلايا التائية النائمة حتى يتم تحديدها!
طبقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك للقضاء على الإيدز. يعيش أكثر من 36.7 مليون نسمة حول العالم بفيروس الإيدز وللأسف مصيرهم جميعاً محتوم، صراع مع المرض ثم الموت!
يقول المريض البريطاني المعافى: “كان سيكون شعور مختلف تماماً إذا كان يوجد علاج، التحليلات من أسبوعين أظهرت خلو الدم من الفيروس! لكن أعني أنه قبل الأسبوعين لم يكن هناك علاج وكانت حالتي ميؤوس منها”
” لقد كنت جزءاً من تجربة العلاج وبنية مساعدة الأخرين ومساعدة نفسي أيضا. سيكون هذا إنجاز عظيم أن يتم توفير علاج لهذا المرض الفتاك الذي أدي بحياة الكثيرين. الحقيقة كوني جزءأ من تلك التجربة هو شئ مذهل فعلاً.
المصدر : الوكالات