بعد وقت قصير على إعلان مقتل الأسد الشهير » سيسيل » شقيق الأسد « جيركو » على يد طبيب الأسنان الأمريكي « والتر بالمر » الذي إعترف بقتله ، تصاعدت وثيرة ردود فعل واسعة حول العالم وكثفت حملة التنديد والتشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي تندد بهذا العمل الشنيع في حق أكثر الأسود شهرة في زيمبابوي .
وتوافدت على بالمر رسائل تنديد وتهديد من حول العالم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وعبر صفحة عيادة الطبيب على موقع غوغل، ترك العديد من المستخدمين رسائل غاضبة واصفين إياه بـ »الجبان »، والـ »الصائد المتعطش للدماء ».
كماانتشر هاشتاغ بالانجليزية يحمل اسم الأسد سيسيل بصورة كبيرة، وهو #CecilTheLion تضامنا مع هذا الأسد شارك فيها العديد من الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الحيوانات أبرزهم على سبيل المثال الناشط و الممثل الكوميدي ريكي جيرفايز قال فيها: « يصعب علي ان اجد شيئا اكثر جمالا من هذا » أي الأسد سيسيل ونشر أسفل التعليق صورة الأسد.
فيما يطالب أخرون رئيس زيمبابوي روبرت موغابي بمنع ترخيص رحلات الصيد في بلاده.
وكان الصياد المحترف ثيو برونكورست، وأونست ندلفو، وهو صاحب مزرعة، قد اتهما بارتكاب جريمة صيد غير مشروع، دون الحصول على إذن مسبق.
وقد أطلق والتر بالمر، طبيب الأسنان الأمريكي، النار على الأسد، لصيده مستخدما أيضا القوس والنشاب خارج حديقة هوانغ الوطنية.
وتقول الشرطة إن بالمر، الذي ادعى عدم إدراكه لهوية الأسد، قد يواجه أيضا تهما بالصيد غير المشروع.
وسيمثل رجلان من زيمبابوي صاحبا بالمر خلال الصيد، أمام المحكمة في شلالات فيكتوريا، وقد يواجهان السجن لمدة قد تصل 15 عاما، إذا أدينا.
وعبر بالمر عن أسفه لإطلاق النار على هذا الحيوان المعروف، قائلا إنه ظن أنه في رحلة صيد مشروع، معتمدا على مرشدين محترفين للعثور على أسد، بعد الحصول على التصاريح المطلوبة.
وتظهر وثائق محكمة أمريكية أن لدى طبيب الأسنان سجلا جنائيا في الولايات المتحدة بعد قتله دبا أسود في ولاية وسكُنسن في 2006.
وحكم عليه بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ، وبغرامة قدرها 3000 دولار، لأنه أطلق النار على الدب خارج المنطقة المصرح بها، وحاول نقله بعد قتله إلى منطقة أخرى.
وقيل إن سيسيل قد سلخ وقطعت رأسه بعد قتله، بحسب ما ذكرته منظمة خيرية زيمبابوية للحفاظ على البيئة.
وقد أغلقت عيادة بالمر لطب الأسنان في بلومينغتون في ولاية مينيسوتا الثلاثاء، ووضع إعلان على الباب يحيل الزبائن إلى شركة للعلاقات العامة.
ولا يزال بالمر يصر على أن مرشديه حصلوا على « جميع التصاريح المناسبة » للصيد.
وقال في بيان أصدره الثلاثاء « اعتمدت على خبرات مرشديّ المحليين المحترفين لضمان صيد مشروع ».
وأضاف أن السلطات في زيمبابوي، أو أمريكا، لم تتصل به، لكنه مستعد « لمساعدتها في أي تحقيق قد تشرع فيه ».
ويعتقد أن بالمر قد عاد إلى أمريكا، وإن كان مكان وجوده لا يزال مجهولا.
وقال « أعبر مرة أخرى عن أسفي الشديد لأن ممارستي لنشاط أحبه، وأمارسه بمسؤولية قد أدت إلى مقتل هذا الأسد ».
وأزيلت صفحة عيادة بالمر من موقع فيسبوك، بعد حصارها بالتعليقات الغاضبة.
ومن منا لم يعرف الأسد الشهير سيسيل في البرامج الوثائقية مع شقيقه جيركو…
سيسيل الأسد الأيقونة
- أحد المعالم السياحية في حديقة هوانغ الوطنية، أكبر المحميات في زيمبابوي
- اشتهر الأسد الذي يبلغ 13 عاما بأنه حيوان ودود تجاه الزائرين.
- يعرف سيسيل بجسمه الضخم وبدته السوداء.
- يتزعم قطيعا يتكون من ست لبؤات، و12 من صغار الأسود، إضافة إلى أسد آخر اسمه جيركو
- كان سيسيل يراقب ضمن برنامج تتولاه جامعة أكسفورد في دراسة للحفاظ على الأسود.
وتكافح زيمبلابوي – مثل غيرها من كثير من الدول الإفريقية – من أجل كبح جماح الصيد غير المشروع الذي يهدد بانقراض بعض حيواناتها البرية.
ويعتقد أن سيسيل قتل في أول يوليه/تموز، لكن الجثة لم تكتشف إلا بعد أيام من ذلك.
وتقول منظمة (قوات زيمبابوي للحفاظ على البيئة) الخيرية إن الصيادين استخدموا طعما لإغراء سيسيل للخروج من حديقة هوانغ الوطنية خلال ملاحقتهم له ليلا.
وقيل إن بالمر استخدم القوس والنشاب فأصاب سيسيل بجروح. لكن الصيادين لم يعثروا عليه إلا بعد نحو 40 ساعة، ووقتها أطلقوا عليه النار فقتلوه.
ويوجد على رقبة سيسيل طوق به شريحة متصلة بالأقمار الصناعية لمتابعة تحركاته باعتباره جزءا من دراسة تجريها جامعة أكسفورد البريطانية. وحاول الصيادون تدمير الطوق، لكنهم فشلوا، بحسب ما ذكرته المنظمة الخيرية.
وكان رئيس المنظمة قد قال لبي بي سي الاثنين إن سيسيل « لم يزعج أي شخص »، وإنه كان « أكثر الحيوانات جمالا ».
وقبل نحو قرن مضى كان يوجد في إفريقيا نحو 200,000 أسد، لكن هذا العدد انخفض الآن إلى 30,000 خلال السنوات الأخيرة.
واخر الأخبار التي نشرت في هذه القضية أُجلت جلسة استماع في محكمة في زيمبابوي لصاحب مزرعة من زيمبابوي متهم بالسماح بمقتل سيسيل،
وقال محامي ندلفو إن السلطات قالت إنها سترسل في استدعاء موكله بعد الانتهاء من تجهيز الاتهامات الموجهة له.
وأضاف « يحتمل أن يتم ذلك الأسبوع المقبل ».
وأطلقت محكمة هوانغ سراح برونكورست، الذي نظم رحلة الصيد لطبيب الاسنان الأمريكي الثري، الاربعاء بكفالة بعد اتهامه بانه « فشل في منع عملية صيد غير مرخصة ».
ومن المقرر أن يمثل برونكست أمام المحكمة في 8 اغسطس/آب المقبل.
المصادر :