اول امتحان في مادة الرياضيات
ربما كان البعض مشتاقا لأول امتحان للرياضيات بينما مازال تفكيري منصبا على الجهوي، البعض كان يتعمق في تمارين الرياضيات بينما كنت انجز الكثير من الفروض والانشاءات المتعلقة باللغة الفرنسية واكتفي بالأساسيات فقط في مادة الأرقام. للأمانة حصلت على اعلى النقاط في الفرنسية في الدورتين الأولى والثانية لدرجة ان استاذي لهذه اللغة قال لي في مرتين ان لم تحصل على 19.75 او 19 في الامتحان الجهوي للفرنسية فلا تريني وجهك العام المقبل!!! عبارة بقدر ما هي تحفيزية لي فهي أيضا تحملني ضغوطا نفسية رهيبة، حان موعد الفرض الأول في الرياضيات لم أكن متحمسا كثيرا له على أساس أني لم ادخله لكي احصل على اعلى النقاط هدفي فقط الحصول على نقطة تبتعد او تؤول الى عشرة من جهة اليمين، أجواء الامتحان جديرة بان تروى، فلكي تكتمل اسطورة العلوم الرياضية لابد من حضور الأجواء التراجيدية، هذا ما حصل عندما كنت اهم بإحصاء الأسئلة التي اجبت عليها والنقاط التي أتوقع ان احصل عليها فوجدت بانها لا تكاد تصل السبع نقاط. مصيبة!!! لم أكن انا فقط الوحيد الذي يعاني فهناك من أجهش في البكاء، وبالمناسبة من قال ان البكاء غير مجدي فهو واهم، على الأقل فهو استراحة وكسب لتعاطف الأستاذ وصدق من قل إن الفجيعة إذا لم تحارب بجيش من البكاء، ولم يخفف من أثقالها بالنشيج والاشتكاء تضاعف داؤها، وزادت أعياؤها، انه سلاح رائع لا اعرف ان كان يتوجب علي ادراجه ضمن قائمة النصائح. عموما اكملت الإجابة على ثلاث أسئلة لكي احصل على المعدل، لا أنكر انه كان هناك من ربما انجز الفرض كله ويحاول الإجابة على الأسئلة الاختيارية. هذا لأنه وضع الرياضيات على راس أولوياته فكان ينجز عددا هائلا من السلاسل والتمارين تكسبه أفكارا واستراتيجيات متعددة تسهل عليه طريقة الإجابة على التمارين. خرجنا من القسم البعض خارج والدموع تملا عينيه، قابله تعاطف من تلاميذ الأقسام الأخرى (للمرة الثانية اليس البكاء شيئا مفيدا؟) والبعض خرج وتفاؤله بلغ عنان السماء بالإضافة الى تلاميذ واقعيين كانوا مؤمنين بأنهم لن يحصلوا على المعدل.
كانت نتائج الفرض الأول كارثية لجل تلامذة القسم. اما فيما يتعلق بعلامتي فلقد كانت 12 وهي في الحقيقة لم تكن سوى عشرة فبما ان النقط كانت متدنية أضاف الأستاذ للجميع نقطتان (قلة قليلة هم من تمكنوا من الحصول على معدل متميز)، لكن حصلت على نقاط جيدة فيما بعد (18.75 في أحد فروض الرياضيات) قبل ان تنحدر نقطي بشكل حاد في الدورة الثانية. بخصوص فروض الفيزياء فهي مشمئزة فقد كنا ندرس عند أستاذ لا يصحح الفروض سواء اجبت في الفرض ام لم تجب فنقطك ستكون فوق 12، لذلك أرى انه لا جدوى من سرد تجربتي في هذه المادة.
نظرتي عن المواد الأدبية:
فيما يتعلق بالمواد الأدبية فهي مملة للغاية ويمكن اعتبار اللغة العربية والتربية الإسلامية في هذا المستوى فرعين من فروع الفلسفة، فالنقطة المضيئة في التربية الإسلامية هي دروس الإرث والتي تم حذفها هذه السنة. اما اللغة العربية فلا توجد نقطة مضيئة، فيكفي ان انبهك بانك ستدرس دروسا لغوية صعبة نوعا ما إضافة الى مقالات فلسفية اكل عليها الدهر وشرب وكذا نصوصا شعرية في اخر السنة وتتعلم طريقة تحليلها لتعرف مدى بشاعة ما ستدرسه والذي سيكون واردا بان تمتحن فيه اخر السنة. وبخصوص الاجتماعيات فهذه المادة من كثرة المعلومات المصطلحات والتواريخ والخرائط التي سيتوجب عليك حفظها سيخيل لك بانها مادة معاملها سبعة وهي في الحقيقة معاملها اثنان. لا أنكر ان بها دروس رائعة ومفيدة كالحربين العالميتين وتاريخ المغرب لاكن يقابل هذه الدروس دروس من عيار سياسة اعداد التراب الوطني ومحاربة التصحر والتنمية تفسد المتعة وتجعلها في مهب الريح، احمد الله باني في السنة الماضية خضت اخر امتحان في حياتي لمادة الاجتماعيات وكنصيحة غالية أقدمها لك أيها الوافد على الأولى علوم رياضية. استمتع بالرياضيات. فهي المادة الوحيدة التي سوف تجعلك سعيدا طوال السنة بجانب الفيزياء، لقد ارتكبت جرما كبيرا بحرمان نفسي من الاستمتاع بها لذلك لا تحرم نفسك من متعة هذه المادة.
بقلم التلميذ : محمد بن حدو
ثانوية محمد السادس بمارتيل جهة طنجة تطوان
الصورة : ذ.رشيد جنكل